samedi 14 juillet 2007

شبح الغش في الصيف

في كل صيف, تزداد لهفة الناس إلى تكسير روتين السنة من دراسة وعمل شاق يولي ظهره بداية من 21 يونيو, لتبدأ لعبة شد الحبل بين لهفة المواطنين, ورغبتهم الجامحة في قضاء عطلة مريحة, وبين غلاء المواد الاستهلاكية والشرائية, فالصيف كما هو معروف, جهنم, ليس من حيث أشعة الشمس أو ارتفاع سعر المواد, بل هو جهنم تعمي بصيرة المستهلك, الذي يستغني في هذا الوقت من السنة عن خدمات المطبخ المنزلي, ليتجه صوب المأكولات الخفيفة والسريعة, لاغيا بذلك تفكيره في السؤال عن مدى سلامة هذا المنتوج وسلامته من مختلف أشكال الغش والتدليس, خاصة وأنه بحلول الصيف تكثر الجراثيم والحشرات, وتتعرض الماد الاستهلاكية للتلف, فمثلا إذا نظرنا من زاوية الأعراس, التي تعرف ازدهارا ملحوظا طيلة فصل الصيف, نجد أن أصحابها أصبحوا يوكلون مهمة إقامة العرس إلى منظم للحفلات, الذي بدوره يسهر على كل ما يتعلق بالتحضيرات, بما فيها الأكل, لينجلي التراب عن نوع جديد من أنواع شبح الغش, تقول (أمينة خ) وهي فتاة في ربيعها العشرين, تشتغل مستخدمة لدى منظم للحفلات, إنه

"في خضم الحرارة المفرطة, التي يعرفها الصيف, تتعرض الفواكه للتلف, ولكن مع ذلك نظطر مجبرين إلى استعمالها كمشروبات باردة للضيوف, وبالطبع يكون كل شيء في سرية تامة".

هذا من جهة, ومن جهة أخرى يبرر بعض أصحاب المطاعم لأنفسهم هذه العمليات بكثرة الطلب على المأكولات السريعة, يقول عبد الله( 40 سنة), وهو صاحب مطعم, أن " فصل الصيف يعرف إقبالا ملحوظا من طرف المستهلك على المأكولات السريعة, عكس الأيام العادية, التي يمكن القول إننا نعيش خلالها حالة من الركود في العمل, لذا فالصيف فرصة يجب استغلالها بشتى الأشكال لتعويض ذلك الركود", جمود وركود يسعى أصحاب المطاعم إلى تعويضه في الصيف حتى ولو كان على حساب المستهلك نفسه, ليفتح باب الأسئلة المتراكمة في ذهن كل من يهمه الأمر, من بينها: أين المسؤولون؟ أين المراقبون؟ أين وأين...؟؟؟

تحكي خديجة(35 سنة), وهي ربة بيت, بنبرة استياء", أنا لا أحب تناول المأكولات السريعة, فالمرأة كعادتها تحب أكل ما تنتجه يداها, لكن أضطر في فترات السفر إلى الركوع أمام شبح هذه المأكولات, لأن الوقت لا يرحم, ويجب أن أستغل العطلة جيدا, ونتيجة لذلك أصيب أحد أبنائي بالتسمم السنة الماضية".

ويقول صلاح الدين(24سنة) وهو طالب جامعي, إنه "بحكم ابتعاد الجامعة عن البيت, أجبر يوميا على تناول الوجبات السريعة, ما تسبب في مرض جهازي الهضمي, لاحتواء هذه الأغذية على مواد غير ملائمة للجسد".

وإذا كان أصحاب المطاعم يحملون المسؤولية إلى ارتفاع الطلب, ومنظمو الحفلات إلى ارتفاع الحرارة, فإن المستهلك يبقى دائما وكالعادة هو الضحية, يِؤدي ثمن انحراف الغشاشين.