samedi 14 juillet 2007

شبح الغش في الصيف

في كل صيف, تزداد لهفة الناس إلى تكسير روتين السنة من دراسة وعمل شاق يولي ظهره بداية من 21 يونيو, لتبدأ لعبة شد الحبل بين لهفة المواطنين, ورغبتهم الجامحة في قضاء عطلة مريحة, وبين غلاء المواد الاستهلاكية والشرائية, فالصيف كما هو معروف, جهنم, ليس من حيث أشعة الشمس أو ارتفاع سعر المواد, بل هو جهنم تعمي بصيرة المستهلك, الذي يستغني في هذا الوقت من السنة عن خدمات المطبخ المنزلي, ليتجه صوب المأكولات الخفيفة والسريعة, لاغيا بذلك تفكيره في السؤال عن مدى سلامة هذا المنتوج وسلامته من مختلف أشكال الغش والتدليس, خاصة وأنه بحلول الصيف تكثر الجراثيم والحشرات, وتتعرض الماد الاستهلاكية للتلف, فمثلا إذا نظرنا من زاوية الأعراس, التي تعرف ازدهارا ملحوظا طيلة فصل الصيف, نجد أن أصحابها أصبحوا يوكلون مهمة إقامة العرس إلى منظم للحفلات, الذي بدوره يسهر على كل ما يتعلق بالتحضيرات, بما فيها الأكل, لينجلي التراب عن نوع جديد من أنواع شبح الغش, تقول (أمينة خ) وهي فتاة في ربيعها العشرين, تشتغل مستخدمة لدى منظم للحفلات, إنه

"في خضم الحرارة المفرطة, التي يعرفها الصيف, تتعرض الفواكه للتلف, ولكن مع ذلك نظطر مجبرين إلى استعمالها كمشروبات باردة للضيوف, وبالطبع يكون كل شيء في سرية تامة".

هذا من جهة, ومن جهة أخرى يبرر بعض أصحاب المطاعم لأنفسهم هذه العمليات بكثرة الطلب على المأكولات السريعة, يقول عبد الله( 40 سنة), وهو صاحب مطعم, أن " فصل الصيف يعرف إقبالا ملحوظا من طرف المستهلك على المأكولات السريعة, عكس الأيام العادية, التي يمكن القول إننا نعيش خلالها حالة من الركود في العمل, لذا فالصيف فرصة يجب استغلالها بشتى الأشكال لتعويض ذلك الركود", جمود وركود يسعى أصحاب المطاعم إلى تعويضه في الصيف حتى ولو كان على حساب المستهلك نفسه, ليفتح باب الأسئلة المتراكمة في ذهن كل من يهمه الأمر, من بينها: أين المسؤولون؟ أين المراقبون؟ أين وأين...؟؟؟

تحكي خديجة(35 سنة), وهي ربة بيت, بنبرة استياء", أنا لا أحب تناول المأكولات السريعة, فالمرأة كعادتها تحب أكل ما تنتجه يداها, لكن أضطر في فترات السفر إلى الركوع أمام شبح هذه المأكولات, لأن الوقت لا يرحم, ويجب أن أستغل العطلة جيدا, ونتيجة لذلك أصيب أحد أبنائي بالتسمم السنة الماضية".

ويقول صلاح الدين(24سنة) وهو طالب جامعي, إنه "بحكم ابتعاد الجامعة عن البيت, أجبر يوميا على تناول الوجبات السريعة, ما تسبب في مرض جهازي الهضمي, لاحتواء هذه الأغذية على مواد غير ملائمة للجسد".

وإذا كان أصحاب المطاعم يحملون المسؤولية إلى ارتفاع الطلب, ومنظمو الحفلات إلى ارتفاع الحرارة, فإن المستهلك يبقى دائما وكالعادة هو الضحية, يِؤدي ثمن انحراف الغشاشين.

vendredi 29 juin 2007

الجيل الثالث بين دوامة الأصالة والمعاصرة

تتوافد على ميناء طنجة منذ بداية عطلة الصيف, وفود عديدة من أفراد الجالية المغربية بالخارج, لقضاء عطلتهم الصيفية في أحضان الوطن الأم, تاركة وراءها شجونها ومعاناتها في أسفل قعر البحر, مستقبلة بذلك حنين العودة وحرارة اللقاء بالأحباب والأصدقاء الذي طالما انتظرته بشغف طيلة السنة, بالرغم من الهوة التي يعيشها أبناء الجيل الثالث المزدوجي الثقافات والجنسيات. لكن رغم وفائهم للوطن من خلال المواظبة على زيارته كل سنة تطرح في ذهن المهتم منا العديد من الأسئلة التي يمكن إجمالها في:إلى أي وطن وأي لغة يحس هؤلاء بالانتماء ؟ وكيف يعيشون العلاقة مع المغرب وطنهم الأصلي الذي لم يعرفوه إلا في الإجازات ولا ينطقون لغته إلا بمشقة الأنفس, رغم أنه يلتصق بجلودهم وسحناتهم ؟ وما هي العراقيل التي تعترض عطلتهم الصيفية القصيرة ؟

تقول كهينة أوهارون ذات العقد 15 "بحكم انتمائي إلى جذور مغربية, فانا أواظب على زيارة وطني كل سنة رغم الإختلاف الكبير والتباين الملاحظ في وجهات النظر والثقافات والمستويات, فأنا أجد ذاتي وكياني في أحضان عائلتي ووطني عكس فرنسا التي أعيش فيها غربة جامدة, إلى جانب المشاكل المتراكمة التي ترجع إلى العنصرية والإحتقار والأكثر من ذلك عدم احترام ديانة الآخر"الديانة الإسلامية" لذا فأنا أفكر حين إكمال دراستي بالعودة إلى أرض الوطن والتمتع بالإستقرار في أحضانه".

في حين أن سكينة العفير 17 ربيعا نجد أنها توازن بين وطنها الأصلي وفرنسا حيث تقول: "أحب فرنسا بلدي الثاني, لما تعرفه من تطور في جميع الميادين, و أحب أيضا وطني المغرب لما يحتويه من حنين للعائلة رغم أنه لا يوازي فرنسا لا من حيث الثقافة أو التعامل مع القضايا المطروحة في الشوارع, فمثلا الناس هنا لا يحترمون المارة تجد معظم الأعين مسلطة عليك كأضواء المشاهير, ما يثير غضبي في بعض الأحيان, كما أنه ينظر إلينا نحن أصحاب الجالية المغربية كمورد مالي يجب استنزافه في غضون شهر, لكن ومع ذلك فأنا أحب المغرب وأحاول دوما التعايش مع جوه وتقاليده التي تميزه عن جل البلدان الأخرى, بالرغم من صعوبة إتقاني للهجة العامية"

شهادات وأخرى, تبرز غربة ينفلت أبنائنا من قيودها التي شددت الخناق على حريتهم وحقهم في المطالبة بحقوقهم المفروض توفيرها لهم, أملا في إيجاد فضاء صاف وجو مليء بالحنان والروح الطيبة المفقودة في أوروبا بين سرعة عجلة الزمن التي تدوس على الأخضر واليابس وبين تطور العقليات والثقافات.

فهل سيجدون ذاتهم المفقودة في جذور وطنهم؟

وبهذا الخصوص يقول عبد السلام النعماني 32 سنة " صراحة لا يمكنني القول أنني أواجه أي مشكل في بلدي الأم, لأنه لن يوازي ما نلاقيه من مشاكل بالمهجر, فالناس هنا كرماء طيبوا القلب ما زالوا يحتفظون بالتقاليد والعادات التي لا يمكن الإستغناء عنها, على الرغم من أن المغرب لازال يعاني من سوء في التدبير, خاصة في الإدارات التي كانت وستضل تعتمد على اللامبالاة في أداء الوظيفة بشكل متقن, فنحن أبناء الجالية المغربية, نعاني دائما و باستمرار عند عودتنا إلى المغرب, من سوء الاستقبال, و نعامل أحيانا كغرباء أتوا فقط لقضاء عطلة الصيف ويعودون أدراجهم من حيث أتوا".

ومن جهته يقول المهدي الصاحب 22 سنة أنه " بالرغم من أني حامل للجنسية الفرنسية ينظر إلي كأجنبي, وعندما أعود إلى المغرب الذي أعتبره وطني الأصلي وانتمائي الذاتي ينظر إلي أيضا كأجنبي, رغم أنني أتحدث اللغة العربية جيدا وأحاول التعايش مع الآخرين من خلال الإحتفاظ بالتقاليد والمواظبة على ممارسة الواجبات الدينية, لكن أظن أن كل من تحمل سيارته لوحة صفراء أو زرقاء اللون فهو أجنبي حتى ولو كان ذو أصول مغربية, وهكذا ينتقل منفاي معي أينما رحلت وارتحلت "

آراء متباينة ومشاكل مختلفة لكن المشترك بين هذا الجيل -الجيل الثالث- هو شغفهم غير المشروط وحبهم الأبدي للوطن وتمنياتهم في إيجاد وطن يعوظهم حنين الغربة.

samedi 26 mai 2007

المرأة المطلقة سفينة بلا ربان


"بعد مرور سنة كاملة من الزواج بشاب يقطن بكندا, تتوقف عقارب الساعة لتشهد على تتويج هذا الزواج بالطلاق" تستمر سناء التي تقف على أعتاب عامها 25 بنبرات ملئها الحزن ورأس مرخى كلما تعمقت في ذكر ماضيها" خرجت من هذه التجربة مطأطأة الرأس حاملة على كتفي اسما جديدا "مطلقة" اسم يهرب منه الكل, كما لو كان وباءا قاتلا أو مرضا يخشى الاقتراب منه"

عبارات حزينة ختامها أسئلة بريئة لكنها مدمية للقلب, لماذا يقع اللوم على المرأة عند الطلاق؟ لماذا تصبح المطلقة مسلوبة الحقوق والإرادة والخصوصية؟ لماذا تشعر بنبرات اللوم والعتاب ممن حولها؟

أسئلة جعلت دماء سناء تبكي في شرايينها قبل أن تبكي دموعها في عينيها, تبكي في الباطن والظاهر, تزفر آهات وتسقط عبرات, لعل أحدا يحن عليها بجواب يساعدها في محو لقبها الجديد"الطلاق" المجبرة على تحمله, و الذي يحمل في طياته وابلا من طلقات الرصاص المعنوي التي لا تضل طريقها إلى قلب المطلقة, ونادرا ما تنجو أي سيدة تعرضت للاغتيال بهذه الرصاصات من الوقوف ثانية و بسرعة, لأن جراح القلب من الصعب اندمالها, أوحتى إخفاء آثارها مهما اجتهدت في إجراء عمليات التجميل, فهي إن نسيت الفشل في العلاقة الزوجية الذي قد لا تكون المسئولة عنه فسيظل المجتمع يكبلها ويحملها الثمن مدى الحياة.

المطلقة عبئ اجتماعي

تقول عائشة ذات 65" سنة ربة بيت": "فتيات اليوم لسن قادرات على المثابرة من أجل بناء عش يأويهن, فهن ينهزمن أمام أول عائق يصادفهن ليعدن إلى بيوت آبائهن حاملين حقائب مليئة بالجراح والآلام والدموع" لتتابع بنبرات ملئها الافتخار"ماشي فحالنا حنا كنا كنتحملوا الحلو والمر باش نحافظوا على رجالتنا أو مانشتوش العش اللي بنينا", أما حسن الوادي الذي يقف على أعتاب عامه 75 سنة يرفض فكرة الطلاق نهائيا خاصة إذا تعلق الأمر بإحدى بناته حيث يقول: "لم تتجرأ ابنة في عائلتي على طلب الطلاق, كما أني لن أسمح بذلك مع بناتي" و بحركات من عكازه الخشبي يستمر مستطردا في القول" إيوا صافي هاد شي لي بقى غي تغضب ليا وتهز ولادها عندي أوطيل أنا هنا؟ "عبارات تطل على واقع قاس ومؤسف, واقع لا يمكن لأحد ملامسته أو التعرف عليه إلا من تجرع لدغة الطلاق.

صراع المطلقة والمجتمع

وبخصوص نظرة المجتمع للمرأة المطلقة تقول خديجة سنة 26"موظفة بإحدى شركات الإنتاج": ''صراع المطلقة والمجتمع أصل له جذور, فمنذ أن فتحت عيناي وهما يتقمصان دور القط والفأر, فبطلاق المرأة تصبح عرضة لأطماع الناس, ومتهمة بالانحرافات الأخلاقية خاصة وأنها تكون مجبرة على توفير مصاريف العيش لها ولأولادها", وفي نفس الصدد تقول حكيمة عفار ذات 40" سنة ربة بيت لم يسبق لها الزواج": " المرأة المطلقة سواء كانت مذنبة أم لا, فالمجتمع العربي دائما ينظر لها بدونية واحتقار كما أنه يحملها فشل زواجها, إضافة إلى نظرات الريبة والشك في تصرفاتها وسلوكها كما لو أنهم يقولون لها كفي فليس لكي الحق في فرصة ثانية" لتضيف بسخرية " مع العلم أن معظم الرجال في مجتمعنا غير مستعدين من الزواج بامرأة فشلت في تجربة سابقة".

إذن حكيمة عفار ترى أن الرجل العربي غير مستعد لخوض تجربة زواج رفقة امرأة سبقته في ذلك, لكن هل يمكن أن تصدق هذه النظرية؟

يقول محمد الوافي "مسؤول تقني يبلغ من العمر 30 سنة" وملامح الثقة بنفسه تزين وجهه:" صراحة فكرة زواجي بسيدة مطلقة فكرة مرفوضة من الأساس, فالمرأة المطلقة تبقى دائما أسيرة الماضي الذي يشمل مشاكلها مع زوجها السابق وأسباب طلاقها منه, إضافة إلى أن عائلتي لن تبارك هذا الزواج, بحكم التقاليد والأعراف التي تقول على الشاب أن يرتبط بمثيلته"

عالم جديد وحقيقة مفروضة تلمسها كل امرأة مطلقة من مجتمع كانت تأمل فيه خيرا, تمنت في أن يساعدها على ترميم جراحها, وتسديد فاتورة باهظة للزمن الذي أقفل أبوابه في وجهها, تمنت أن يدفعها للسير قدما من أجل الحصول على حياة جديدة, لكن واقعها الجديد فرض عليها الفوز أولا بصك الغفران لجريمة هي ضحيتها.

الطلاق الناجح.

ترى الدكتورة سمية نعمان أستاذة علم الاجتماع بكلية "الآداب بن مسيك" بالدار البيضاء أن العديد من النساء نجحن في الفوز بهذا الصك حيث تقول " لم تعد المرأة المطلقة اليوم هي تلك المرأة المنهزمة والمذلولة سابقا, وهذا راجع إلى التطور الذي طال وضعيتها وحسن دورها في المجتمع, حيث أصبحت لها استقلالية أكبر وحرية في التفكير, مما يجعلها لا تنهزم أمام عواصف ضعيفة كالطلاق" مضيفة القول " والدليل على ذلك أن معظم المطلقات حاليا أعدن بناء حياتهن بشكل أحسن من السابق مستفيدات في ذلك من تجاربهن السابقة "

نعم لا ننكر أن هنالك نساء استطعن مواجهة شبح الطلاق, والتصدي لهوج الرياح كي لا تتحطم السفينة بسبب استقالة الربان من مهامه, وفي هذا الشأن تقول عائشة "45سنة" مهاجرة بالديار الفرنسية "لا أنكر أن طلاقي كان كصفعة مدوية تركت أثرها لمدة طويلة في حياتي, لكن وبفضل عائلتي وابنتي الوحيدة استطعت أن أجعل من هذه الصفعة قوة تساعدني على إتمام حياتي, وهاأنذا أعيش بفرنسا مع زوجي الثاني وفي نفس الوقت أشتغل لأعيل أسرتي وابنتي في المغرب وأوفر لها حياة رغيدة ما كان لأبيها أن يوفرها لها ".

vendredi 18 mai 2007

أحلام محطمة

طوال سنوات الدراسة الثانوية يحمل الطلاب حقائبهم المدرسية مملوءة بالكتب والدفاتر, ملفوفين وسط ثوب أبيض للفتيات وأزرق داكن للفتيان, يتحركون بنشاطهم الدراسي الاعتيادي وباجتهاد على أمل الانتقال إلى مرحلة البحث العلمي والأكاديمي, وبعد 12 سنة من الرهبة والترقب وامتحانات الحفظ الغبي تتحقق أمنيتهم بدخول الجامعة التي لطالما حلموا بولوج عالمها المنفتح, فهل يجد طلاب اليوم ضالتهم في العلم والمعرفة في جامعاتنا, أم أنها مدارس أخرى لكن أكبر حجما؟

أسئلة وأخرى لم نجد الإجابة عنها إلا في أحضان جامعة الحسن الثاني بالمحمدية, هذه الأخيرة التي تعطي لزوارها الجدد انطباعا بحسن تنظيمها وتسييرها, لكن أول ما يحصل الطلاب على استعمال الزمن الدراسي يبدؤون بإدراك المفاجآت المتوارية, وأولها أن الجامعة لا تعترف بشيء اسمه التنظيم الزمني للمواد أو المحاضرات, وفي هذا الصدد تقول غزلان "19 سنة, أولى علوم اقتصادية" بعبارات حانقة: "الأساتذة هنا لا يهتمون لتوقيت المحاضرة فإذا كانت مدونة في استعمال الزمن على أنها ستبدأ في التاسعة صباحا, فعليك أن تدرك أن الأستاذ كان يقصد العاشرة أو العشرة والنصف", لا بأس أن ينتظر الطلاب ساعة من الزمن لطلب العلم فهي فرصة لمراجعة الدروس قبل بداية المحاضرة أو للإفطار للذين لم يتسن لهم ذلك, لكن المصيبة الكبرى هي إذا لم يأت الأستاذ ما موقف الطلاب من ذلك؟

تقول شروق "24 سنة, ثانية حقوق" بنبرات سريعة لأنها كانت منهمكة في تناول وجبة الإفطار قبل بداية وقت المحاضرة:"منذ ولوجي الجامعة لم أر أساتذة بعض المواد إلا مرتين أو ثلاث في الدورة, أول مرة كانت الحصة عبارة عن تعارف بيننا ثم تلتها محاضرة ثانية عن الدروس الممنهجة خلال هذه السنة" توقفت شروق قليلا و بسخرية يتخللها الهدوء تابعت الحوار " آخر محاضرة كانت عبارة عن نصيحة إن لم نقل إجبارا على شراء بعض الكتب التي تخص الأساتذة, وتحتوي على محاضرات للمواد وبعدها كان الوداع بيننا والملتقى أثناء امتحانات الدورة مع التذكير على عدم نسخ الكتاب أو نقله يدويا لأنه على كل طالب إحضار الكتاب أثناء الامتحان و إلا فليعتبر نفسه مقصيا منه" مشيرة إلى أن كل كتاب لا يقل ثمنه عن 100درهم.

لكن أستاذ القانون العام عبد الوحيد شعير حاول تبرير ذلك رغم التو ثر الملحوظ الذي كان باديا عيله من خلال إمساكه للقلم, حيث يقول"صحيح أن هناك بعض الأساتذة الذين يتغيبون بشكل ملحوظ, لكن توجد أسباب لذلك فكل منهم ملتزم بعمله خارج الجامعة" ليتابع بحماس" لكن هذا لا يعني أنهم لا يواكبون محاضرات الطلبة, بل على العكس فالطلبة يتوصلون بالمحاضرات في كتاب ممنهج يسهر الأساتذة على إنجازه".

تركته يتلعثم وسط أعذاره التي لا تشفي الغليل لأصطدم بشجار لا بل صراع بين أستاذين جامعين لعب الشيطان بهما كما شاء, بداية بألفاظ سيئة تخجل الآذان سماعها, مرورا بالشجار بالزرواط و وقوفا بحبس أحدها في مكتبه والإقفال عليه بالمفتاح, بغية تهدئة بركان الغضب الذي حرقت شراراته آمال الطلبة, تجرأت وسألت إحدى الموظفات بإدارة الجامعة عن السبب في الشجار" صراحة لا نعرف السبب لكن دائما نواجه مشاكل عديدة مع الأستاذ الذي أقفلنا عليه المكتب بسبب سكره الشبه دائم".

بعد انخماد البركان وكل عاد إلى مكانه توجهت صوب الطلبة للاستفسار عن المتهم الثاني الذي لم تثبت براءته على الإطلاق بالنسبة للطلاب, وهو نظام الامتحانات الفصلي حيث يقول سمير "21 سنة, طالب أولى حقوق":"نظام الامتحانات الفصلي لا يفتح المجال أمامنا للإبداع أو حتى التفكير, وإنما يحرضنا على الحفظ وتخزين المعلومات فقط, لذلك اعتدنا على أسئلة كل أستاذ إذ أن جميعها تدور حول فلك واحد وهو عدد, اشرح, عرف, تحدث...الخ, حتى أننا اعتدنا على طريقة التصحيح ومدى نجاحنا في هذه المادة أو تلك", ويضيف عادل 22 سنة "لطالما حلمت أثناء دراستي بالمراحل السابقة بالانفلات بسرعة البرق من سيطرة الأستاذ والمراجع المملة أملا في إيجاد مناهج متفتحة تساعدني على استعمال بديهتي في الجامعة, تمنيت ذاك الأستاذ الذي نتبادل وإياه الآراء والانتقادات لكن جل أحلامي تلاشت ومعارفي تكلست بعدما وطأت قدماي هذا العالم الخجول".

شباب أحلامهم أصيبت بخيبة أمل كبيرة, منفذهم الوحيد لعالم المعرفة تصدى لهم بجدران عالية, لم يجدوا في هذا العالم المنفتح ما نسجوه في أحلامهم الصغيرة, شباب لم يطلب المستحيل سوى أساتذة مؤهلين لهم ظمير يراعون احترامه, لم يطلبوا سوى مناهج تنمي أفكارهم لا لتكلس معارفهم, طلبوا مناخا وجوا يدفعهم ويحثهم على المثابرة في طلب العلم لا لتعجيزهم, كلها أسباب وعوامل جعلت طلاب هذه الجامعة يأتون من جل أنحاء الدار البيضاء والمحمدية مستقلين أكثر من حافلة صوب الجامعة لا للدراسة, وإنما للاتجاه صوب البحر الواسع لرمي أحلامهم اللامتناهية فيه عله يحقق ولو جزءا منها أو يستبدلها بحلم تربع على معظم رؤوس شبابنا الصغير ألا وهو الهجرة للضفة الأخرى.

lundi 14 mai 2007

زواج بالوشم وطلاق بالليزر


"درتو بوحدي, ملي حيدو النسا النكاب بان الوشام, خلطت الحموم و خديت برا وشمت بيها وجهي, الله يسمح لينا أو صافي مالقينا اللي ينصحنا في ذاك الوقت ويكول لينا راه حرام."

عبارات ملئها الندم, ويقشعر لها البدن, صاحبتها سيدة عجوز جعلت من جسمها في لحضة طيش معرضا للرسوم التشكيلية لكنها الآن تبدي ندمها الشديد ولو كان متأخرا حيث تضيف:"كان الوشم في السابق وسيلة للتزيين أما الآن وقد كبرت أصبح يشكل لي نوعا من الإحراج خصوصا أن الوشم ما زال باديا بشكل مثير على ذقني وجبهتي".

الوشم ليس حديث العهد أو وليد التطور بل قديما قدم العصور و الزمن, لكنه أصبح يتطور بصورة تتلاءم مع آخر صيحات موضة الأزياء المرفقة بتمرد علني لتسريحات الشعر غير العادية, فشباب القرن 21 يحاولون بشتى الطرق والوسائل البحث عن أشياء تميزهم عن سابقيهم من الجيل الفارط, من منا كان يتصور أن تمتد أهمية الوشم في غضون أقل من قرن, من وسيلة للزينة لدى جداتنا إلى رباط متين بين المحبين يشبه بذلك رباط الزواج؟ حيث نجد أن المحب يكتب اسم محبوبته وأحيانا يرسم صورتها على جسده كدلالة على ارتباطه بها وعشقه لها, خاصة وأن ما كتبه أو رسمه يصعب إزالته إلا بماء النار أو بإجراء عملية جراحية بالغة الخطورة, وهذا ما يفسح المجال أمام العديد من الأسئلة لتدغدغ فضول كل مهتم منا, ومن بينها, ما السبب في عودة الوشم بعد أن طمر مع أجدادنا؟ وهل يدري شبابنا ما خطورته؟

يقول صلاح الدين 19 سنة أحد الشباب المولعين بالوشم "ولعي بالوشم لا حدود له لأني أجد نفسي وراحتي فيه, وبالرغم من الانتقادات والنظرات التي يوجهها إلي معظم الناس إلا أنني أفتخر بالوشم الذي رسمته في يدي اليسرى وهو عبارة عن أفعى, إضافة إلى رسم آخر في كتفي وهذا ما يجعلني أحس بالقوة والعظمة" ويضيف صلاح الدين قائلا" بفضل التقدم العلمي أصبحت عملية إزالة الوشم سهلة وذلك بفضل أشعة الليزر, الأمر الذي ييسر علينا تغيير الرسومات كل ما شئنا ذلك, عكس ما كان سابقا حيث كان الحل الوحيد هو استعمال ماء النار".

وفي السياق ذاته تقول نادية 24 سنة بنبرات ملئها اللامبالاة "علاقتي بالوشم لا تتعدى الزينة كما الحناء مثلا, فأنا لا أجد فرقا بين الوشم بالحناء أو الوشم بالمداد, خاصة وأنه أصبح بالإمكان تغيير الرسم وقتما شئت ذلك" وبفرحة شديدة تضيف" لدي وشم في كتفي الأيمن لصورة دلفين تعبيرا عن حبي له وللحيوانات المائية بصفة عامة".

ومن الملاحظ أن رسومات الوشم متنوعة وعديدة أغلبها من الطبيعة, فالبعض يختار الرسومات التي تعبر عن القوة والصلابة, وأحيانا القوة الشخصية كرسومات الجماجم والأفاعي وغيرها, لكن الأكيد أن هناك فئة أخرى تلجأ إلى الوشم للتعبير عن شيء سام و راق وهو إما عرفان بالجميل أو تعبير عن حب جارف.

وفي هذا الشأن تقول سيدة أضنها تقف على عتبة الستينات من عمرها وقد رفضت الإفصاح لنا عن اسمها كما هو الشأن بالنسبة للسن "حبي الجارف لأبنائي جعلني أفكر في نقش اسميهما على كتفي, كدلالة على عشقي وتشبثي بهما وأن لا شيء سيفرق بيننا غير الموت"

بينما تقول منى 20 سنة طالبة "فكرت في هذه الطريقة لأثبت لحبيبي مدى تعلقي الشديد به, لدى وشمت اسمينا في كتفي كإثبات بأن لا شيء سيفرقنا في هذه الدنيا سوى الموت " مضيفة بنبرات حزينة " وإن كتب علينا الفراق فلتكن ماء النار هي التي تمحو ذكرياتنا".

وللغوص في كنه الموضوع ومعرفة مدى خطورة الوشم على جسم الإنسان تقول الدكتورة حسناء كشاش "أخصائية في طب الجلد": "يعتبر الوشم من أخطر الأشياء التي يؤذي الإنسان بها نفسه, حيث أن أغلب المواد الكيميائية المستخدمة في الحبر هي صباغات صناعية صنعت في الأصل لأغراض أخرى مثل طلاء السيارات أو أحبار الكتابة" مستطردة "يمكن أن يِؤدي الوشم إلى تلوث دم الإنسان عند ثقب الجلد واختلاط الدم بالتراب والملوثات خلال تعرض الجلد لجرح, فيترك ندبة أو أثر ليكون الإنسان بعد ذلك عرضة للإصابة بفيروسات خطيرة مثل فيروس H المسبب للإيدز أو الإصابة بفيروسات الالتهاب الكبدي والإصابات البكتيرية الناجمة عن تلوث الإبر المستخدمة في الوشم والتي قد تسبب هي الأخرى سرطان الجلد والصدفية والحساسية بالإضافة إلى انتقال عدوى بعض الأمراض خاصة عند الكتابة بالوشم"

ومن الواضح أن موضة الوشم لم تقتصر على الكبار فقط بل طالت حتى الصغار, وذلك من خلال لصاق لمختلف الأشكال والرسومات يزيلونه وقتما أرادوا تغييره, لكن هذه المرة ليس بماء النار أو إجراء عملية بالليزر بل فقط بالماء.

dimanche 13 mai 2007

"الشات" وسيلة جديدة للبحث عن الزوج المفترض


شباب في مقتبل العمر أعمارهم تتراوح بين14 و30 سنة, مجتمعين في مكان واحد لهدف واحد, كلهم يسبحون في بحر الانترنيت الواسع, يضعون على رؤوسهم أجهزة استماع وتخاطب عن بعد, أيديهم جامدة على الفأرة المتحركة, وعيونهم جاحظة ثابتة على شاشات الحاسوب التي تعتبر أشبه بالنافذة التي يتطلعون من خلالها إلى عوالم بعيدة, يقطعون عبرها البحار والمحيطات دون احتياجهم لجواز سفر أو إذن بالمرور بحثا عن صديق أو عن النصف الآخر.

عند مدخل القاعة أو "السيبير نت" التابع لمقاطعة سيدي البرنوصي صادفنا فتاة شابة تبلغ من العمر 28 سنة تدعى لمياء, بررت اكتضاض القاعة وهي تدفع ثمن ثلاثة ساعات من المكوث أمام شاشة الانترنيت قائلة:"معظم المتواجدين هنا يتعاطون للدردشة, كل حسب رغباته فمنهم من يبحث عن التسلية ومنهم من تبحث عن الزوج المفترض والأقلية منهم يبحث عن أصدقاء حقيقيين من جنسه يدردش معهم في مواضيع مهمة" مضيفة:"الوحدة هي اللي دبر على راسها قبل ما يفوتها التران" لتوضح فيما بعد أن أغلب الفتيات اللواتي يتعاطين "للشات" يبحثن عن أزواج في وقت أصبحت فيه العنوسة تنخر جسم مجتمعنا المغربي.

تعمقنا أكثر فأكثر داخل "مقهى الانترنيت", حيث صادفنا البعض يهمس ويبتسم دون أن تكف أيديهم عن الرقن ومداعبة لوحة المفاتيح باستمرار.

قادنا الفضول نحو التطفل على إحدى الفتيات حيث كانت شبه عارية, تدعى أمينة تبلغ من العمر 24 سنة ترتاد السيبير منذ4 سنوات, وتعتبر إدمانها على"الشات" ناتج عن الفراغ الذي تعيش فيه حيث تقول بنبرات سريعة دالة على انشغالها الكثيف:"غادرت الدراسة مبكرا وبحكم أني لا أفعل شيئا في الحياة قررت أن أتسلى من خلال"الشات" الذي أصادف فيه شبابا من مختلف الأعمار والجنسيات, و بالرغم من أني أعرف أن جل كلامهم كذب وأن مبتغاهم هو البحث عن الشهوة الجنسية إلا أنني لا أستطيع التخلي عنه فهو أنيس وحدتي" مضيفة القول: "لن أمل حتى يحن علينا الله بشي راجل".

من الملاحظ أن معظم الشابات يجدن موضوع البحث عن الزوج المفترض في توظيف الانترنيت أمرا لا ضرر فيه بل ذا فائدة، خاصة للواتي تجاوزهن قطار الزواج أو اللواتي لم ينصفهن الحظ في فتح بيت وحمل صفة متزوجة, حيث اعتبرت خديجة 23سنة أن سلك هذه الطريقة في البحث عن الزواج أو الأصدقاء لم تعد مصدر خجل أو إحراج, قائلة " الشات أسلوب جديد أضحى استعماله مع التطور التكنولوجي مقبولا, ففي وقت سابق على دخول الانترنيت إلى المغرب ويسر استعمالها لدى أغلب الأشخاص, كانت عروض الزواج والتعارف تدور في دوائر ضيقة إذ كانت تبرمج الطلبات على صفحات الجرائد والمجلات لتحتل بعد ذلك مساحات أوسع عبر شبكة الانترنيت"

انتقلنا من العنصر النسوي توجها إلى الذكوري, لمعرفة ما إذا كان البحث عن زوجة عبر الانترنيت يثير اهتمام الذكور كما الإناث, على اعتبار أنهن أكثر تشبثا بمطلب الزواج, تحدثنا مع شاب جامعي في السنة الثانية حيث عبر لنا عن رغبته في العثور على زوجة أوروبية أو أمريكية, مضيفا القول:"صراحة جل حلمي هو الهجرة إلى الضفة الأخرى للبحث عن عمل محترم والزواج بامرأة ذات أفكار متقدمة " مستطردا " أرفض أن أنضاف إلى طابور المعطلين ابتداءا من السنة المقبلة بعد حصولي على الإجازة"

أما بالنسبة لمحمد 18سنة لا يجمعه ب "النت"سوى البحوث واستطلاع الجديد من المواقع الأدبية, يقول:"بحكم انتقالي إلى مرحلة التعليم العالي وتوجهي لشعبة الأدب العربي لابد لي من الاضطلاع على الجديد والقديم في الأدب, لأن النت يأتينا بمواضيع مختزلة عكس الكتب " أما عن "الشات" فيقول" أعتبره سلاح ذو حدين وعلى الشباب توخي الحذر منه واختيار الحد الايجابي وليس السلبي".

توجهنا بعد ذلك إلى نور الدين 30سنة وهو المشرف على "السيبير" حيث قال في هذا الشأن " من خلال عملي هنا ألاحظ أن الشباب كثيرا ما يقعون في الشرك الذي نصب لهم عن طريق "الشات", إذ الهدف الأساسي الذي يركضون وراءه هو التحدث مع الجنس الآخر, للتعبير عن غليان مشاعر مزيفة, والداهية العظمى أن المواقع الإباحية على شبكة الانترنيت أصبحت تتزايد بشكل مخيف في الآونة الأخيرة حيث وصل عددها إلى 2.4 مليون موقع بنسبة 12في المائة من إجمالي عدد مواقع الانترنيت" واستطرد قائلا "إن الانترنيت وسيلة جميلة جدا ومفيدة لمن يستخدمها خير استخدام", ويوجه المشرف نور الدين أصابع الاتهام إلى الأبوين كونهما يهملان أبناءهما وبناتهما خاصة خلال العطلة, حيث نجد معظم الشباب يقضون "ليالي بيضاء" في الشات داخل "السيبير نت" لأن السعر ينخفض بالمساء إلى حدود الصباح.

ورغم تضارب الآراء في سبب استعمال الإنترنت, إلا أن العودة دائما تكون من نصيب الأصل, فمهما تطورت سبل البحث عن المعلومة وانجراف البعض وراءها, فإنك تجد آخرين متشبثين بالكتاب وقيمته, ومهما فضل البعض السبل الحديثة في البحث عن شريك الحياة ففي الأخير تجدهم يعودون للتقاليد والعادات المتعارف عليها.

samedi 12 mai 2007

دار الموت البطيء


"عندما أستيقض في الصباح أتوجه صوب الحديقة للتأكد إذ ما كانت سيارة الإسعاف أمام بوابة الدار لنقل أحد الأصدقاء إلى رحاب الله عز وجل"عبارات يقشعر لها البدن وينفجر من أجلها بركان من السخط والغضب, عبارات جعلت جملة من الأسئلة تخترق بدون استأذان شفاه كل من أصغت أذناه لها, صاحبها رجل عجوز انحنى ظهره تحث ضربات الأيام والسنون لدرجة أن قدماه لم تعدا قادرتان على حمله, عجوز وهب عمره من أجل تربية أبناءه وتعليمهم, وعندما أصبح في حاجة ملحة لمن يواسيه ويحضنه بالحنان تنكر له الجميع حتى أبناءه من صلبه, لتستقر رحلة شقائه الطويل وغير المجدي بدار مليئة بعجزة كل وقصته وحكايته.

تركته تائها بنظراته غير المحددة يحاول عد أصدقائه ما إذ كان ينقصهم أحد, متوجهة صوب الدار لعلي أجد ضحية أخرى من ضحايا الزمن تاركة ورائي حديقة جافة من كل خضرة أو زهور تشجع النفس على الحياة.

لأصطدم بجدران تشققت وتصدأت من شدة سخطها على الوضع وعلى ما تشاهده من منكر, أثناء تجوالي في الممر التقيت أحد العجزة القاطنين منذ مدة طويلة بالدار إسمه فأر, أضنه لم يسلم هو أيضا من قساوة قلوب أبناءه, حاولت أن أكلمه لكنه هرب لم أعرف لما, هل هو خوف وعدم ثقة بي؟؟ أم أنه كان مسرعا صوب الحديقة لعد أصدقائه هو أيضا؟؟

تابعت تجوالي في الممر مع إطلالة خفيفة على الغرف, لأجد غرفا خالية من أي حياة, لا صور أو زهور تزينها ولا حتى زرابي تؤثثها, بل مجرد سريرين بالين أكل عليهما الدهر وشرب, لأسمع بعد ذلك أنين شخص يطلب المساعدة, توجهت صوب مصدر الصوت لأجد امرأة عجوز ملقاة على السرير تبدو علامات المرض واضحة على محياها, وجدتها تحاول أن تدنو من كأس الماء الموضوع بجانبها, فبادرت بمساعدتها, سألتها بعد ذلك عن مرضها وسبب تواجدها بالدار, لأكتشف على أن سببها يختلف بعض الشيء عن سابقها لأنها كانت ضحية لزوجة ابنها التي لم ترحب بها في عشها الصغير, وبعد مد وجزر بينهما اقترحت الأم على ابنها فكرة دار العجزة وكلها أمل أن يعارضها في ذلك, لكنها اصطدمت بواقع مرير حطم آمالها العريضة, فابنها المصون كان يتمنى ذلك قبل أن تنطق شفتا أمه بها, لم تتقبل الأم الصدمة, فانتابها مرض السكري والضغط الدموي.

تركتها تعاني وحدتها وقساوة مرضها لأتوجه نحو الإدارة, لم أجد المدير المسؤول, لكني وجدت نائبته التي زودتني ببعض المعلومات عن العجزة الوافدين كل يوم, حيث قالت: " يصلنا حوالي 5 لأشخاص في الأسبوع نساء ورجالا, أما بالنسبة لحالة العيش فالبطبع لن تقارن بالبيت لكننا نحاول أن نوفر لهم على قدر المستطاع ما يحتاجونه في غياب أبنائهم الذين يزورونهم مرة في كل حين".

دخلت وكلي أمل أن أجد ما كنت أتصوره من رعاية واهتمام لآباء العاقين, لكني صدمت فخرجت و أنا أدعو الله أن لا يعيدني لدار الموت البطيء هاته.

vendredi 11 mai 2007

لعبة شد الحبل بين آدم وحواء

"سلام عليها ما أحبت سلامنا فإن كرهته فالسلام على الأخرى"

بيت شعري عمره مئات السنين, صاحبه عمر بن أبي ربيعة, قاله وأراح نفسه, اعترف بأن قلبه وعقله وغرائزه مفتوحة لكل من تبادله الاستعداد ذاته.

يقول صلاح الدين19 سنة طالب: "باستطاعتي إيقاع أجمل الفتيات في شباكي بسهولة فائقة" نعجب كثيرا عند سماع هذه العبارات التي لا تعبر إلا عن ثقة مفرطة في النفس, لكن يزداد العجب أكثر فأكثر عند عندما نرى أحد الشبان يستوقف فتاة تسير في الشارع قصد معاكستها, متجاهلا بذلك وجود المارة و متناسيا التقاليد والأعراف, وفي هذا الصدد تقول إكرام 19 سنة طالبة: "أكره معاكسة الشباب للفتيات خاصة الوسيلة المتبعة في ذلك, حيث يقوم بعضهم بإيقاف الفتاة مبررا ذلك بجهله لعنوان أو منطقة ما, لتصدم في الأخير بطلبه معرفة اسمها ورقم هاتفها".

لا توجد فتاة في هذا الكون لا تسمع في كل خطوة تخطوها كلمات الغزل والحب أمثال:"الزين, الغزال, الكركدان..." وكلمات أخرى كثيرة تخترق أذن سامعيها فشباب اليوم يملكون مهارة فعالة في نسج الكلام المعسول, تقول صفاء 22 سنة طالبة:" دماغي تورم من كثرة الكلام الذي أسمعه من شباب اليوم, فهم يكررونه دوما مما يجعله مجردا من المصداقية والأحاسيس", لكن أمينة 24 سنة موظفة ترمي الكرة في ملعب الفتيات حيث تقول:" الأمر يتوقف عند شخصية الفتاة وقدرتها على فرض احترامها أمام الطرف الآخر لأنها هي الوحيدة التي بيدها أن تردع الشاب أو تحته على معاكستها".

لكن مهما تمنعت الفتاة وتلقحت ضد فيروس "الكلام المعسول" الذي يطلقه الشاب فالمبالغة في استخدامه يمكن أن تؤدي إلى وقوعها فريسة في مصيدتهم, لأن المرأة بطبيعتها كما يقال تحب الكلام الجميل خاصة الذي يشعرها بأنوثتها ويمنحها الثقة في النفس, في حين أنها تكره الرجل الصامت قليل الكلام, لكن هل هذه النظرية تنطبق على جل الفتيات؟

يقول أنس22 سنة طالب:" لا أنكر أنني أستعمل الكلام الجميل كطعم لإيقاع الفتيات في شباكي, لكن هذا الطعم لا يشمل جلهم, فالفتيات اللواتي تبلغ أعمارهن ما بين 13 سنة و20 سنة يستمتعن لسماعه ويصدقن محتواه لكن اللواتي يبلغن 20 سنة وما فوق لا يهتمن به لأن جل انشغالهم محصور في البحث عن زوج المستقبل", ويرمي محمد 26 سنة موظف بدوره الكرة في ملعب الفتيات حيث يحمل كل ما ذكر سالفا للفتاة بالدرجة الأولى يقول:" لو كانت الفتاة تحترم حرمتها في الطريق وترتدي لباسا محتشما لما تسنى للغرباء فرصة معاكستها علنا".

آراء متباينة واتهامات متبادلة بين آدم وحواء, ولعبة شد الحبل بينهما ستطول إلى أن يصفر حكم الزمن ويعلن عن نهاية المباراة, لكن مع عدم وجود أي خاسر فيها, لأن آدم سيجد اللهو والمتعة التي طالما بحث عنهما كما الطفل التائهة لعبته, وحواء كالعادة ستجد زوج المستقبل المفترض.

hello everybody

i hope u'll visit my blog u're most welcome;i would like to have your participation and receive your ideas; criticizes and so on
so don't hesitate to express yourselves in my blog; com on.
and thank u.