vendredi 29 juin 2007

الجيل الثالث بين دوامة الأصالة والمعاصرة

تتوافد على ميناء طنجة منذ بداية عطلة الصيف, وفود عديدة من أفراد الجالية المغربية بالخارج, لقضاء عطلتهم الصيفية في أحضان الوطن الأم, تاركة وراءها شجونها ومعاناتها في أسفل قعر البحر, مستقبلة بذلك حنين العودة وحرارة اللقاء بالأحباب والأصدقاء الذي طالما انتظرته بشغف طيلة السنة, بالرغم من الهوة التي يعيشها أبناء الجيل الثالث المزدوجي الثقافات والجنسيات. لكن رغم وفائهم للوطن من خلال المواظبة على زيارته كل سنة تطرح في ذهن المهتم منا العديد من الأسئلة التي يمكن إجمالها في:إلى أي وطن وأي لغة يحس هؤلاء بالانتماء ؟ وكيف يعيشون العلاقة مع المغرب وطنهم الأصلي الذي لم يعرفوه إلا في الإجازات ولا ينطقون لغته إلا بمشقة الأنفس, رغم أنه يلتصق بجلودهم وسحناتهم ؟ وما هي العراقيل التي تعترض عطلتهم الصيفية القصيرة ؟

تقول كهينة أوهارون ذات العقد 15 "بحكم انتمائي إلى جذور مغربية, فانا أواظب على زيارة وطني كل سنة رغم الإختلاف الكبير والتباين الملاحظ في وجهات النظر والثقافات والمستويات, فأنا أجد ذاتي وكياني في أحضان عائلتي ووطني عكس فرنسا التي أعيش فيها غربة جامدة, إلى جانب المشاكل المتراكمة التي ترجع إلى العنصرية والإحتقار والأكثر من ذلك عدم احترام ديانة الآخر"الديانة الإسلامية" لذا فأنا أفكر حين إكمال دراستي بالعودة إلى أرض الوطن والتمتع بالإستقرار في أحضانه".

في حين أن سكينة العفير 17 ربيعا نجد أنها توازن بين وطنها الأصلي وفرنسا حيث تقول: "أحب فرنسا بلدي الثاني, لما تعرفه من تطور في جميع الميادين, و أحب أيضا وطني المغرب لما يحتويه من حنين للعائلة رغم أنه لا يوازي فرنسا لا من حيث الثقافة أو التعامل مع القضايا المطروحة في الشوارع, فمثلا الناس هنا لا يحترمون المارة تجد معظم الأعين مسلطة عليك كأضواء المشاهير, ما يثير غضبي في بعض الأحيان, كما أنه ينظر إلينا نحن أصحاب الجالية المغربية كمورد مالي يجب استنزافه في غضون شهر, لكن ومع ذلك فأنا أحب المغرب وأحاول دوما التعايش مع جوه وتقاليده التي تميزه عن جل البلدان الأخرى, بالرغم من صعوبة إتقاني للهجة العامية"

شهادات وأخرى, تبرز غربة ينفلت أبنائنا من قيودها التي شددت الخناق على حريتهم وحقهم في المطالبة بحقوقهم المفروض توفيرها لهم, أملا في إيجاد فضاء صاف وجو مليء بالحنان والروح الطيبة المفقودة في أوروبا بين سرعة عجلة الزمن التي تدوس على الأخضر واليابس وبين تطور العقليات والثقافات.

فهل سيجدون ذاتهم المفقودة في جذور وطنهم؟

وبهذا الخصوص يقول عبد السلام النعماني 32 سنة " صراحة لا يمكنني القول أنني أواجه أي مشكل في بلدي الأم, لأنه لن يوازي ما نلاقيه من مشاكل بالمهجر, فالناس هنا كرماء طيبوا القلب ما زالوا يحتفظون بالتقاليد والعادات التي لا يمكن الإستغناء عنها, على الرغم من أن المغرب لازال يعاني من سوء في التدبير, خاصة في الإدارات التي كانت وستضل تعتمد على اللامبالاة في أداء الوظيفة بشكل متقن, فنحن أبناء الجالية المغربية, نعاني دائما و باستمرار عند عودتنا إلى المغرب, من سوء الاستقبال, و نعامل أحيانا كغرباء أتوا فقط لقضاء عطلة الصيف ويعودون أدراجهم من حيث أتوا".

ومن جهته يقول المهدي الصاحب 22 سنة أنه " بالرغم من أني حامل للجنسية الفرنسية ينظر إلي كأجنبي, وعندما أعود إلى المغرب الذي أعتبره وطني الأصلي وانتمائي الذاتي ينظر إلي أيضا كأجنبي, رغم أنني أتحدث اللغة العربية جيدا وأحاول التعايش مع الآخرين من خلال الإحتفاظ بالتقاليد والمواظبة على ممارسة الواجبات الدينية, لكن أظن أن كل من تحمل سيارته لوحة صفراء أو زرقاء اللون فهو أجنبي حتى ولو كان ذو أصول مغربية, وهكذا ينتقل منفاي معي أينما رحلت وارتحلت "

آراء متباينة ومشاكل مختلفة لكن المشترك بين هذا الجيل -الجيل الثالث- هو شغفهم غير المشروط وحبهم الأبدي للوطن وتمنياتهم في إيجاد وطن يعوظهم حنين الغربة.

Aucun commentaire: