vendredi 11 mai 2007

لعبة شد الحبل بين آدم وحواء

"سلام عليها ما أحبت سلامنا فإن كرهته فالسلام على الأخرى"

بيت شعري عمره مئات السنين, صاحبه عمر بن أبي ربيعة, قاله وأراح نفسه, اعترف بأن قلبه وعقله وغرائزه مفتوحة لكل من تبادله الاستعداد ذاته.

يقول صلاح الدين19 سنة طالب: "باستطاعتي إيقاع أجمل الفتيات في شباكي بسهولة فائقة" نعجب كثيرا عند سماع هذه العبارات التي لا تعبر إلا عن ثقة مفرطة في النفس, لكن يزداد العجب أكثر فأكثر عند عندما نرى أحد الشبان يستوقف فتاة تسير في الشارع قصد معاكستها, متجاهلا بذلك وجود المارة و متناسيا التقاليد والأعراف, وفي هذا الصدد تقول إكرام 19 سنة طالبة: "أكره معاكسة الشباب للفتيات خاصة الوسيلة المتبعة في ذلك, حيث يقوم بعضهم بإيقاف الفتاة مبررا ذلك بجهله لعنوان أو منطقة ما, لتصدم في الأخير بطلبه معرفة اسمها ورقم هاتفها".

لا توجد فتاة في هذا الكون لا تسمع في كل خطوة تخطوها كلمات الغزل والحب أمثال:"الزين, الغزال, الكركدان..." وكلمات أخرى كثيرة تخترق أذن سامعيها فشباب اليوم يملكون مهارة فعالة في نسج الكلام المعسول, تقول صفاء 22 سنة طالبة:" دماغي تورم من كثرة الكلام الذي أسمعه من شباب اليوم, فهم يكررونه دوما مما يجعله مجردا من المصداقية والأحاسيس", لكن أمينة 24 سنة موظفة ترمي الكرة في ملعب الفتيات حيث تقول:" الأمر يتوقف عند شخصية الفتاة وقدرتها على فرض احترامها أمام الطرف الآخر لأنها هي الوحيدة التي بيدها أن تردع الشاب أو تحته على معاكستها".

لكن مهما تمنعت الفتاة وتلقحت ضد فيروس "الكلام المعسول" الذي يطلقه الشاب فالمبالغة في استخدامه يمكن أن تؤدي إلى وقوعها فريسة في مصيدتهم, لأن المرأة بطبيعتها كما يقال تحب الكلام الجميل خاصة الذي يشعرها بأنوثتها ويمنحها الثقة في النفس, في حين أنها تكره الرجل الصامت قليل الكلام, لكن هل هذه النظرية تنطبق على جل الفتيات؟

يقول أنس22 سنة طالب:" لا أنكر أنني أستعمل الكلام الجميل كطعم لإيقاع الفتيات في شباكي, لكن هذا الطعم لا يشمل جلهم, فالفتيات اللواتي تبلغ أعمارهن ما بين 13 سنة و20 سنة يستمتعن لسماعه ويصدقن محتواه لكن اللواتي يبلغن 20 سنة وما فوق لا يهتمن به لأن جل انشغالهم محصور في البحث عن زوج المستقبل", ويرمي محمد 26 سنة موظف بدوره الكرة في ملعب الفتيات حيث يحمل كل ما ذكر سالفا للفتاة بالدرجة الأولى يقول:" لو كانت الفتاة تحترم حرمتها في الطريق وترتدي لباسا محتشما لما تسنى للغرباء فرصة معاكستها علنا".

آراء متباينة واتهامات متبادلة بين آدم وحواء, ولعبة شد الحبل بينهما ستطول إلى أن يصفر حكم الزمن ويعلن عن نهاية المباراة, لكن مع عدم وجود أي خاسر فيها, لأن آدم سيجد اللهو والمتعة التي طالما بحث عنهما كما الطفل التائهة لعبته, وحواء كالعادة ستجد زوج المستقبل المفترض.

Aucun commentaire: