lundi 14 mai 2007

زواج بالوشم وطلاق بالليزر


"درتو بوحدي, ملي حيدو النسا النكاب بان الوشام, خلطت الحموم و خديت برا وشمت بيها وجهي, الله يسمح لينا أو صافي مالقينا اللي ينصحنا في ذاك الوقت ويكول لينا راه حرام."

عبارات ملئها الندم, ويقشعر لها البدن, صاحبتها سيدة عجوز جعلت من جسمها في لحضة طيش معرضا للرسوم التشكيلية لكنها الآن تبدي ندمها الشديد ولو كان متأخرا حيث تضيف:"كان الوشم في السابق وسيلة للتزيين أما الآن وقد كبرت أصبح يشكل لي نوعا من الإحراج خصوصا أن الوشم ما زال باديا بشكل مثير على ذقني وجبهتي".

الوشم ليس حديث العهد أو وليد التطور بل قديما قدم العصور و الزمن, لكنه أصبح يتطور بصورة تتلاءم مع آخر صيحات موضة الأزياء المرفقة بتمرد علني لتسريحات الشعر غير العادية, فشباب القرن 21 يحاولون بشتى الطرق والوسائل البحث عن أشياء تميزهم عن سابقيهم من الجيل الفارط, من منا كان يتصور أن تمتد أهمية الوشم في غضون أقل من قرن, من وسيلة للزينة لدى جداتنا إلى رباط متين بين المحبين يشبه بذلك رباط الزواج؟ حيث نجد أن المحب يكتب اسم محبوبته وأحيانا يرسم صورتها على جسده كدلالة على ارتباطه بها وعشقه لها, خاصة وأن ما كتبه أو رسمه يصعب إزالته إلا بماء النار أو بإجراء عملية جراحية بالغة الخطورة, وهذا ما يفسح المجال أمام العديد من الأسئلة لتدغدغ فضول كل مهتم منا, ومن بينها, ما السبب في عودة الوشم بعد أن طمر مع أجدادنا؟ وهل يدري شبابنا ما خطورته؟

يقول صلاح الدين 19 سنة أحد الشباب المولعين بالوشم "ولعي بالوشم لا حدود له لأني أجد نفسي وراحتي فيه, وبالرغم من الانتقادات والنظرات التي يوجهها إلي معظم الناس إلا أنني أفتخر بالوشم الذي رسمته في يدي اليسرى وهو عبارة عن أفعى, إضافة إلى رسم آخر في كتفي وهذا ما يجعلني أحس بالقوة والعظمة" ويضيف صلاح الدين قائلا" بفضل التقدم العلمي أصبحت عملية إزالة الوشم سهلة وذلك بفضل أشعة الليزر, الأمر الذي ييسر علينا تغيير الرسومات كل ما شئنا ذلك, عكس ما كان سابقا حيث كان الحل الوحيد هو استعمال ماء النار".

وفي السياق ذاته تقول نادية 24 سنة بنبرات ملئها اللامبالاة "علاقتي بالوشم لا تتعدى الزينة كما الحناء مثلا, فأنا لا أجد فرقا بين الوشم بالحناء أو الوشم بالمداد, خاصة وأنه أصبح بالإمكان تغيير الرسم وقتما شئت ذلك" وبفرحة شديدة تضيف" لدي وشم في كتفي الأيمن لصورة دلفين تعبيرا عن حبي له وللحيوانات المائية بصفة عامة".

ومن الملاحظ أن رسومات الوشم متنوعة وعديدة أغلبها من الطبيعة, فالبعض يختار الرسومات التي تعبر عن القوة والصلابة, وأحيانا القوة الشخصية كرسومات الجماجم والأفاعي وغيرها, لكن الأكيد أن هناك فئة أخرى تلجأ إلى الوشم للتعبير عن شيء سام و راق وهو إما عرفان بالجميل أو تعبير عن حب جارف.

وفي هذا الشأن تقول سيدة أضنها تقف على عتبة الستينات من عمرها وقد رفضت الإفصاح لنا عن اسمها كما هو الشأن بالنسبة للسن "حبي الجارف لأبنائي جعلني أفكر في نقش اسميهما على كتفي, كدلالة على عشقي وتشبثي بهما وأن لا شيء سيفرق بيننا غير الموت"

بينما تقول منى 20 سنة طالبة "فكرت في هذه الطريقة لأثبت لحبيبي مدى تعلقي الشديد به, لدى وشمت اسمينا في كتفي كإثبات بأن لا شيء سيفرقنا في هذه الدنيا سوى الموت " مضيفة بنبرات حزينة " وإن كتب علينا الفراق فلتكن ماء النار هي التي تمحو ذكرياتنا".

وللغوص في كنه الموضوع ومعرفة مدى خطورة الوشم على جسم الإنسان تقول الدكتورة حسناء كشاش "أخصائية في طب الجلد": "يعتبر الوشم من أخطر الأشياء التي يؤذي الإنسان بها نفسه, حيث أن أغلب المواد الكيميائية المستخدمة في الحبر هي صباغات صناعية صنعت في الأصل لأغراض أخرى مثل طلاء السيارات أو أحبار الكتابة" مستطردة "يمكن أن يِؤدي الوشم إلى تلوث دم الإنسان عند ثقب الجلد واختلاط الدم بالتراب والملوثات خلال تعرض الجلد لجرح, فيترك ندبة أو أثر ليكون الإنسان بعد ذلك عرضة للإصابة بفيروسات خطيرة مثل فيروس H المسبب للإيدز أو الإصابة بفيروسات الالتهاب الكبدي والإصابات البكتيرية الناجمة عن تلوث الإبر المستخدمة في الوشم والتي قد تسبب هي الأخرى سرطان الجلد والصدفية والحساسية بالإضافة إلى انتقال عدوى بعض الأمراض خاصة عند الكتابة بالوشم"

ومن الواضح أن موضة الوشم لم تقتصر على الكبار فقط بل طالت حتى الصغار, وذلك من خلال لصاق لمختلف الأشكال والرسومات يزيلونه وقتما أرادوا تغييره, لكن هذه المرة ليس بماء النار أو إجراء عملية بالليزر بل فقط بالماء.

Aucun commentaire: